تعد مبادرة “فرصة” واحدة من البرامج الوطنية التي تهدف إلى دعم رواد الأعمال وتشجيع ريادة الأعمال في المغرب.
ومع ذلك، يبدو أن هناك تحديات كبيرة تواجه هذا البرنامج في جهة العيون الساقية الحمراء، حيث يشوب تنفيذ هذا البرنامج بعض القضايا التي تتعرض و مبادئ الشفافية والعدالة للتلاعب والانتهاك. واحدة من أهم المشاكل التي تواجه البرنامج هي انتهاك مبدأ المساواة والعدالة في اختيار المشاريع المستفيدة.
يتم اختيار المشاريع بطريقة عشوائية، وهذا يعني أن المشاريع التي تحتاجها الجهة قد لا تحظى بالفرصة التي تستحقها. بدلاً من ذلك، يمكن أن يسيطر على هذه العملية المحسوبية والمحاباة، حيث يتم تفضيل بعض المشاريع على حساب الأخرى بناءً على علاقات شخصية أو سياسية.من الأمور الأخرى التي تسهم في إثارة مخاوف حول تنفيذ البرنامج هي عدم احترام الشروط المطلوبة.
يتضمن برنامج “فرصة” توفير التكوين الحضوري لأصحاب المشاريع المستفيدة، ومع ذلك، يبدو أن المسؤولين على البرنامج بالجهة لم يلتزموا بهذا الشرط بشكل جدي. حيت اقتصرت فترة التكوين بإقليم السمارة على يوم واحد فقط، و حصة واحدة عبر تطبيق زووم ،مما يعرقل فرصة أصحاب المشاريع لاكتساب المعرفة والمهارات الضرورية لإدارة مشاريعهم بفعالية، وهذا يمثل انتهاكًا واضحًا للأنظمة والقوانين المعمول بها، ويجب معالجته بجدية.
و للتغلب على هذه المشكلات، يجب أن يتم اتخاذ إجراءات جدية لتحسين تنفيذ برنامج “فرصة” بجهة العيون الساقية الحمراء، لتعزيز الشفافية والمساءلة في عملية اختيار المشاريع، وضمان احترام الشروط المطلوبة لضمان توزيع الفرص بشكل عادل ومتوازن، وإذا لم يتم معالجة هذا التلاعب، فإنه يشجع على الفساد ويقوض الثقة في الجهات والبرامج الحكومية.
وفي النهاية، يعد برنامج “فرصة” أداة مهمة لتعزيز التنمية المحلية في جهة العيون الساقية الحمراء، ولكن من الضروري التصدي للتلاعب وسوء الاستخدام لضمان تحقيق أهدافه بفعالية وعدالة، كما نطالب السلطات المعنية التحقيق في هذه القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة التلاعب في برنامج “فرصة” بجهة العيون الساقية الحمراء، ودعم رواد الأعمال في هذه الجهة.