أقلام حرة : إبراهيم الفتاحي
الحكومة ترفع الضريبة على تعويضات تصحيح امتحانات البكالوريا من 17% إلى 30 %. أي أن تصحيح 60 ورقة مقابله هو 160 درهما بعد الخصم. يتطلب تصحيح كل ورقة تصحيحا متأنيا لا ظلم فيه للمترشح حوالي 7 دقائق في مواد اللغات والعلوم الإنسانية، وقد يصل هذا المعدل إلى أكثر من 10 دقائق في المواد العلمية. أي أن المصحح يحتاج إلى 7 ساعات على الأقل دون توقف؛ إذا استحضرنا ضرورة الاستراحة من حين لآخر حتى يسترجع المصحح قدرته على التركيز تحقيقا للانصاف، فإنه سيقضي يومين كاملين لإتمام 60 ورقة. يعني “الجورني” ديال الأستاذ هو 80 درهم، ولأننا في موسم المشمش والعنب والبرقوق فإن العمل في جني هذه الفواكه في الضيعات أكثر ربحا وأحسن فائدة، ” الجورني” فالجني لا يقل عن 100 درهم مع ما يشعر به العامل من الراحة النفسية في الضيعات وسط الأشجار المثمرة؛ قد يأكل العامل ما يقارب 20 درهما من الفواكه التي يجنيها دون أن يحاسبه أحد، وربما أحضر منها قليلا إلى بيته بما يساوي 20 درهما أخرى؛ طبعا مع الفرح والسعادة التي يولدها الاختلاط بين العمال الذكور والعاملات الإناث بسبب ارتفاع هرموني الأستروجين والتيستوستيرون عند الجنسين والغناء والأهازيج التي تملأ جنبات الضيعات والاكل اللذيذ المطبوخ بطريقة تقليدية. ما رأيكم؟ أليس العمل في جني المشمش أفضل من التصحيح في ظل هذه الأوضاع المزرية مع الوزارة؟ و مع احترامي وتقديري طبعا لجميع المهن دون تفضيل، فإني أتساءل:هل أنا عدمي؟