1winpinup1 winpinuppin up casino game

مراكش تسرّع ترميم معالمها التاريخية.. ذاكرة حية وهوية متجددة

الخبر 24 : هاجر الرشم

مراكش، عاصمة المرابطين والموحدين والسعديين، ليست مجرد مدينة مغربية عريقة، بل ذاكرة حيّة تختزن قرونًا من التاريخ، ورمزًا للهوية الوطنية بما تحمله من معالم شاهدة على تلاقح الحضارات والفنون. زلزال الحوز 2023 شكّل اختبارًا صعبًا لصمود هذه الذاكرة، لكنه أطلق أيضًا ورشًا غير مسبوق لترميمها وصونها من أجل الأجيال القادمة.

من قصر البديع إلى قصر الباهية، ومن قبور السعديين إلى أسوار المدينة العتيقة، تتسارع الأشغال اليوم بوتيرة ملحوظة، في احترام لتقنيات البناء التقليدية والمعايير الدولية المضادة للزلازل. الهدف ليس فقط إصلاح ما تهدّم، وإنما إعادة بث الروح في معالم شكّلت وما تزال جزءًا من هوية المغرب الثقافية، وجعلت من مراكش أيقونة سياحية عالمية.

وزارة الثقافة بادرت منذ الساعات الأولى بعد الزلزال إلى برنامج استعجالي لتأمين المواقع وتقييم الأضرار، ما سمح بإعادة فتح هذه المآثر في وجه الزوار بسرعة غير متوقعة. واليوم، تكشف الأرقام عن تقدم ملموس: 40% في قصر البديع بميزانية تجاوزت 31 مليون درهم، و30% في قصر الباهية بعد دراسات تقنية معمقة.

لكن أهمية هذا الورش لا تقاس فقط بالدرهم ونسبة الأشغال، بل بما يحمله من دلالات رمزية: فمراكش ليست ملكًا لأبنائها وحدهم، بل رصيدًا وطنيًا وواجهة للمغرب بأكمله، مدينة تجسد عبقرية الصانع التقليدي المغربي وإبداع المهندس والفنان عبر العصور.

إن الحفاظ على تراث مراكش هو حفاظ على الذاكرة المغربية المشتركة، وتثمين لمكانة المغرب كأرض للتاريخ والضيافة والجمال. فكل قوس يُرمم، وكل جدار يُعاد بناؤه، هو رسالة بأن المغرب لا ينسى جذوره، وأن مراكش ستظل درة مدنه ونافذة مشرعة على العالم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *