الخبر -24 : منير لصفر
في عرض مسرحي فريد يجمع بين الأصالة والحداثة، احتضنت الخشبة الحسّانية مسرحية “الصيّدات”، التي تعيد طرح سؤال الذاكرة في زمن طغت فيه الصورة الرقمية على الحكاية الشفوية.
تلتقي في هذا العمل امرأتان، أغلانة وتحجلب، في فضاء رمزي بين عالمين متقابلين: عالم الحكاية الشفهية الذي تمثله أغلانة، حاملة ذاكرة المجتمع الحسّاني وسحر الكلمة والرواية، وعالم الصورة الرقمية الذي تجسده تحجلب، امرأة من الجيل الجديد تعيش داخل الشاشات وتقيس وجودها بعدد المتابعين.
ومن خلال حوارٍ متشابك تتخلله السخرية والحنين، تكشف المسرحية عن التحولات العميقة التي عرفها الإنسان الحسّاني مع تراجع سلطة الحكاية أمام هيمنة الصورة، لتطرح سؤالاً إنسانياً عميقاً: هل ما زالت الحكاية قادرة على منحنا معنى في زمن تتحكم فيه الشاشة بإدراكنا للعالم؟
العمل من تأليف الكاتب الأحمدي محمد مولود وإخراج المبدع عزيز أبلاغ، وتشخيص الفنانة أبا خادم الله والفنانة نبيهة برني، بمشاركة ليلى الغزواني في العزف والغناء الحي الذي أضفى على العرض عمقاً حسّانياً وأجواء روحانية خاصة.
ويأتي هذا العرض في إطار دعم وزارة الثقافة والشباب والتواصل في مجال الإنتاج وترويج العروض المسرحية، تأكيداً على التزامها بدعم الإبداع المسرحي الوطني، والحفاظ على التراث الثقافي الحسّاني كرافد أساسي من روافد الهوية المغربية المتنوعة.