الخبر -24: منير لصفر
في عمل مسرحي مؤثر يحمل الكثير من الرمزية والعمق الإنساني، عُرضت مسرحية “الجحيم” التي تروي مأساة إنسانية يعيشها أحد المحتجزين في مخيمات تندوف، بين ألسنة نيران الغدر، وحنينٍ لوطنٍ لم يفارق روحه رغم القيود والجراح.
المسرحية، التي تفتتح جولتها بعروض مميزة في المركب التنشيطي الفني والثقافي تابريكت، والمركب السوسيو ثقافي أبي القنادل، والمركب الثقافي تامسنا، قبل أن تنتقل إلى الأقاليم الجنوبية، تشكل صرخة فنية في وجه الظلم الإنساني، وتعرّي واقع المحتجزين الذين يعيشون في عزلة قسرية خلف أسوار الوهم والانفصال.
تسلط “الجحيم” الضوء على حكاية رجلٍ اختُطف من بين أهله بتواطؤ قلة ضالة، ليجد نفسه أسير مخيمات لا تعرف سوى لغة القهر والتضليل. ومع ذلك، ظلّ هذا الرجل وفيًّا للوطن، متمسكًا بالأمل ولمّ الشمل، مؤمناً بأن الادعاء لا يصنع كياناً، وأن الباطل مهما تجمّل، يظلّ باطلاً.
العمل يقدم أيضاً قصة حب إنسانية مستحيلة تجمع بين الأسير وامرأة متطوعة من منظمة الصليب الأحمر، تعمل على مداواة الجراح بالرحمة قبل الدواء، وبالإنسانية قبل الانتماء. لكنها تجد نفسها أمام وعدٍ مستحيل التحقيق: أن تُطفأ نيران الجحيم، وأن يعود الحبيب إلى حضن الوطن الذي لا يُغتصب، بل يُستعاد بالكرامة والنخوة.
مسرحية “الجحيم” ليست مجرد عرض فني، بل رسالة وطنية وإنسانية تُذكر بأن الحرية ليست منحة، بل حقّ، وبأن الوطن باقٍ ما دامت جذوة الأمل مشتعلة في القلوب.
📍 العروض الأولى: تابريكت – أبي القنادل – تامسنا
🎭 العروض المقبلة: الجهات الجنوبية للأقاليم الصحراوية