الخبر:24: ليلى بوصكة
لم تكد تمر أسابيع قليلة على إعادة افتتاح صهريج السواني التاريخي بمدينة مكناس، حتى دوّى أول خبر مأساوي يهزّ سكان المدينة، بعدما لقي شاب عشريني مصرعه غرقًا في مياه الصهريج، في حادث عبثي تحوّل إلى فاجعة ليلة عيد الأضحى.
الشاب، الذي كان رفقة أصدقائه في زيارة ليلية للموقع بعد انتهاء صلاة العيد، أقدم على القفز إلى مياه الصهريج في إطار رهان بينه وبين أحد أصدقائه، الذي تحدّاه على مبلغ 50 درهمًا أن يعبر الحوض سباحةً. التحدي، الذي بدأ ضاحكًا وسط تشجيع الرفاق، انتهى في لحظات بصمت ثقيل حين بدأ الشاب في الغرق دون قدرة على النجاة، وسط ذهول من كان حاضرًا.
رغم محاولات الإنقاذ العشوائية التي قام بها بعض الحاضرين، إلا أن الأمر تطلّب تدخّل فرق الوقاية المدنية التي وصلت متأخرة نسبيًا، لتنتشل الجثة من قاع الصهريج بعد نحو ساعة من البحث المضني.
الحادث فتح من جديد باب التساؤل حول تدبير الفضاءات العمومية التاريخية التي تشهد إقبالًا متزايدًا، خصوصًا في المناسبات والمواسم. فالصهريج، الذي خضع مؤخرًا لأعمال الترميم والتأهيل بهدف تعزيز جاذبيته السياحية، يبدو أنه أعيد افتتاحه دون مواكبة حقيقية لتأمينه، سواء عبر تواجد دائم للحراس أو بوضع إشارات تحذيرية واضحة تمنع السباحة أو الاقتراب من المياه.
وتحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات عزاء وغضب، حيث عبّر كثيرون من أبناء المدينة عن أسفهم لما وقع، مؤكدين أن الفضاءات التاريخية لا يمكن أن تُترك دون رقابة، خاصة عندما تستقبل شبابًا مفعمين بالحماس والاندفاع.
رحيل الشاب، الذي كان يحتفل بأول أيام العيد، لا يمثّل فقط مأساة فردية، بل يُعد ناقوس خطر حقيقي حول مسؤولية الجهات المعنية في توفير شروط السلامة، حمايةً للأرواح وحرصًا على ألا تتحوّل المعالم التاريخية إلى ساحات حزن لا ذاكرة لها سوى الألم.