الخبر-24: هيئة التحرير
قال الدكتور الحسن عبيابة، الوزير السابق والمحلل السياسي، في تصريح خاص لموقع “الخبر-24”، إن الموقف البريطاني الجديد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، لا يُعد فقط دعماً لمقترح سياسي، بل هو دعم لمسار جيوسياسي استراتيجي يقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله داخل القارة الإفريقية.
وأوضح عبيابة أن هذا المسار يهدف إلى تحويل إفريقيا من قارة تعاني الفقر والبطالة إلى قارة صاعدة اقتصادياً ومنفتحة على العالم، من خلال واجهتها الأطلسية، مؤكداً أن انضمام بريطانيا إلى صف الدول الداعمة للحكم الذاتي هو تحوّل نوعي في مواقف القوى الكبرى تجاه قضية الصحراء.
وأضاف المحلل السياسي أن بريطانيا، باعتبارها دولة ذات تأثير دولي وتاريخ استعماري طويل، لا تتخذ قرارات مماثلة إلا بعد دراسة معمقة وسند سياسي قوي، ما يبرز أن المقترح المغربي، الذي قدم سنة 2007، بات يحظى بإجماع دولي متزايد، خاصة من الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا.
وفي السياق ذاته، أشار عبيابة في تصريحه لـ”الخبر-24” إلى أن هذا الدعم يعزز موقع المغرب داخل مجلس الأمن الدولي، حيث أصبح ثلاثة من أصل خمسة أعضاء دائمين يدعمون الحكم الذاتي، ما يضعف مناورات الأطراف الانفصالية ويقوي الموقف المغربي أمام المنتظم الدولي.
ووصف هذا الموقف البريطاني بـ”المنصف لتاريخ المغرب ووحدته الترابية”، معتبراً أنه رسالة قوية من لندن تؤكد أن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الواقعي والنهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ولفت المتحدث إلى أن هذا التحول في الموقف البريطاني ليس رمزياً فقط، بل يحمل أيضاً بُعداً اقتصادياً عملياً، مبرزاً أن الهيئة البريطانية للاستثمار تعهدت بتعبئة 5 مليارات جنيه إسترليني لتمويل مشاريع تنموية في الصحراء المغربية، في خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وختم عبيابة تصريحه بالتأكيد على أن هذا التوجه الدولي المتسارع سيدفع الأمم المتحدة أكثر من أي وقت مضى نحو تبني مبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي ورسمي، يضمن استقرار المنطقة ويتيح للمغرب مواصلة مسار التنمية في كل أقاليمه.