الخبر-24 : حفيظ الموساوي
إلى إخواننا الأعزاء من أهل الصحراء،
أولئك الذين شاءت الأقدار أن يبتعدوا عن حضن الوطن الأم، ويقعوا أسرى لجبهة الوهم، أولئك المغرَّر بهم تحت سراب زائف،
أتوجه إليكم اليوم بصوت مغربي أصيل، صوت صحراوي ينبض بحب هذه الأرض الطيبة، والانتماء لوطننا الواحد، المغرب.
نحن، أبناء الصحراء المغربية، نخاطبكم بصدق الإخوة وعفوية الانتماء. ننتمي جميعًا إلى هذا الوطن الخالد، إلى المغرب، هذه الأرض المباركة التي جمعتنا عبر أحقاب التاريخ. نعيش فوق تراب أجدادنا، جزءًا لا يتجزأ من وطننا العظيم.
نرفرف فخرًا تحت رايتنا الوطنية الشريفة، نستمد قوتنا من جذورنا العميقة في التاريخ، وننعم بحماية رجالنا الأبطال، الساهرين على أمن واستقرار الوطن، تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيّده.
نشهد، بأم أعيننا، كيف تتطور صحراؤنا المغربية يومًا بعد يوم، وكيف تحظى باعتراف دولي متزايد بأنها جزء لا يتجزأ من ترابنا الوطني.
إليكم نداءً صادقًا من القلب،
إلى إخواننا المغرَّر بهم في جبهة الوهم:
أنتم منّا ونحن منكم، جمعنا هذا الوطن العظيم، وربطتنا روابط الدم والقرابة، والعادات والتقاليد الأصيلة.
لنا أرض واحدة، وطن واحد، راية واحدة، وجذور تاريخية واحدة. رجالنا الأشداء يحمون وحدتنا، ويصونون سيادتنا.
تذكّروا دائمًا أن لا سيادة تعلو على سيادة الوطن.
يا إخواننا،
لقد حانت لحظة اليقظة.
العالم أجمع يشهد اليوم على مغربية صحرائنا، والقوى الكبرى تعترف بحقنا التاريخي والقانوني في أقاليمنا الجنوبية.
هذا الاعتراف ليس مجرد حدث عابر، بل شهادة دامغة على زيف الأوهام التي غُرِّر بكم بها. إنها فرصة ثمينة لمن لا يزال يسير في طريق مظلم أن يعود إلى جادة الصواب.
تذكروا دائمًا قول المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، طيّب الله ثراه:
“إن الوطن غفور رحيم.”
هذه الحكمة الخالدة نبراسنا اليوم، وباب العودة الآمنة والكريمة، تحت ظل ملكنا الهمام.
لا تكونوا أداةً في يد نظام الكبرانات الذي يستغلكم ويستغل معاناتكم لتحقيق مطامعه وأجنداته الخاصة.
إنهم يتاجرون بآلامكم ويراهنون على تمزيق وحدتنا.
تذكروا أن لا مستقبل لكم ولأبنائكم إلا في كنف وطنكم، المغرب، قويًا، موحدًا، مزدهرًا، تحت الرعاية السامية لمولانا أمير المؤمنين.
هنا، حيث أرضكم الحقيقية، ووطنكم الأصيل، ورايتكم الخفاقة، وجذوركم العميقة،
هنا، حيث رجالنا الأوفياء يذودون عن حمى الوطن وسيادته.
أيها الإخوة،
هذا نداء مغربي صحراوي خالص، من قلوبنا إلى قلوبكم.
نحن هنا، إخوانكم وأهلكم في الوطن، نشارككم الهوية والانتماء،
نستظل تحت راية واحدة، ننتمي إلى جذور واحدة، ونثق في قوة رجالنا، وفي وحدة صفنا، وسيادة وطننا.
كيفما كانت الصعاب والتحديات، تبقى وحدتنا صخرتنا الصلبة، وسر قوتنا، وصمام أمان مستقبلنا جميعًا كمغاربة أحرار.
يا إخواننا المغرر بهم،
إن كانت في قلوبكم ذرة من حب لهذا الوطن، أو بقية من شعور بالانتماء لهذه الأرض الطيبة،
فاستمعوا إلى صوت العقل والضمير.
عودوا إلى رشدكم، إلى وطنكم، إلى المغرب، إلى أرضكم ورايتكم وجذوركم العريقة،
تحت حماية رجالنا الأبطال، ورعاية ملكنا الهمام.
الوطن ينتظركم بقلب رحيم وغفور،
ونحن، إخوانكم، ننتظركم بقلوب مفتوحة،
لنُعيد بناء مستقبل مشرق، يليق بنا جميعًا، تحت سيادة وطننا الشامخ.
وحدتنا هي صخرتنا الصلبة في وجه كل من يحاول المساس بوطننا وسيادته.