الخبر -24: منير لصفر
تحوّلت الأجواء الحماسية التي رافقت المباراة الودية بين المنتخبين المغربي والتونسي، مساء الجمعة، إلى موجة من الغضب والاستياء، بعدما مُنع المئات من المشجعين من دخول ملعب فاس الكبير رغم حيازتهم تذاكر رسمية، في مشهد أثار الكثير من التساؤلات حول كفاءة التنظيم واستعدادات المملكة لاستضافة المحافل الكبرى.
ففي الوقت الذي كانت فيه الآمال معلقة على لقاء كروي ودي يجمع بين منتخبين عربيين كبيرين، فوجئ المئات من الجماهير ببوابات الملعب مغلقة أمامهم، بالرغم من وصولهم قبل انطلاق المباراة بوقت كافٍ، وحيازتهم تذاكر نظامية، بعضها من الفئة المخصصة لكبار الزوار (VIP). هذه الخطوة أثارت حالة من الفوضى في محيط الملعب، وعجز رجال الأمن عن احتواء غضب الجمهور الذي حج من مختلف المدن.
وأفادت مصادر من عين المكان أن أبواب الملعب أُغلقت في حدود الساعة السابعة مساءً بدعوى امتلاء المدرجات، وهو ما اعتبره العديد من الحاضرين دليلاً على سوء التدبير وغياب التنسيق بين الجهات المنظمة، خصوصًا في ظل تداول شهادات تفيد بوجود أشخاص داخل الملعب دون تذاكر، مما زاد من حالة التذمر.
وسرعان ما انتشرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر جموع الجماهير المحتشدة أمام الأبواب المغلقة، وسط هتافات غاضبة ومطالب بفتح تحقيق عاجل في ملابسات هذه “الفضيحة التنظيمية”. كما وُجّهت دعوات مباشرة إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، من أجل تحمّل المسؤولية ومحاسبة المقصرين.
ويأتي هذا الحدث في وقت حرج تستعد فيه المملكة لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا نهاية العام الجاري، مما يطرح تساؤلات جدية حول مدى جاهزية البنية التحتية والتنظيمية لاحتواء جماهير بهذا الحجم، دون انتهاك حقوقهم كمشجعين ومواطنين.
ورغم الفوز المقنع الذي حققه “أسود الأطلس” على “نسور قرطاج” بهدفين دون رد، إلا أن الصورة العامة للمباراة تضرّرت بفعل الفوضى التي سبقتها، ليبقى السؤال معلقًا: هل نحن فعلاً مستعدون لتنظيم تظاهرة قارية بحجم “كان 2025.