الخبر-24 : منير لصفر
في بادرة إنسانية تعكس وجهاً آخر لرجال ونساء الأمن الوطني، افتُتح يوم الخميس بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء معرض فني متميز، يضم نحو ثلاثين عملاً فنياً أبدعها موظفون من مختلف القيادات الأمنية عبر ربوع المملكة.
ويأتي هذا المعرض، المنظم من طرف مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، بشراكة مع المكتب الوطني للمطارات، في إطار جهود المؤسستين لتعزيز انفتاح موظفي الشرطة على مجالات الثقافة والفن، وتكريس البعد الإنساني في العمل الأمني.
الأعمال المعروضة، التي تنتمي لمدارس فنية وتيارات مختلفة، تعكس تنوعاً في الرؤى والأساليب، وتجسد طاقات إبداعية كامنة لدى من اعتدنا رؤيتهم في مواقع المسؤولية والحزم.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أوضح توفيق ستري، مدير مؤسسة محمد السادس، أن هذه المبادرة تندرج ضمن استراتيجية مؤسساتية تهدف إلى إبراز الجانب الإبداعي لموظفي الأمن، مضيفاً أن المعرض يسلط الضوء على مواهب 27 فناناً أمنياً، داخل فضاء يستقبل سنوياً نحو عشرة ملايين مسافر، في رسالة تحمل بعداً ثقافياً وإنسانياً عميقاً.
ومن جهته، أشاد هشام رحيل، مدير مطار محمد الخامس، بهذه المبادرة التي تفتح أمام المسافرين نافذة لاكتشاف الجانب الفني لموظفي الأمن الوطني، مشدداً على أن هؤلاء يشكلون دعامة أساسية لضمان أمن المطار وسلاسة خدماته.
ويُعد هذا الحدث الثقافي جزءاً من تنفيذ استراتيجية “مطارات 2030”، التي تروم تنشيط الفضاءات المطارية وإضفاء طابع إنساني وثقافي عليها، بما يُثري تجربة السفر ويعزز هوية مطارات المملكة.
كما أكد القائمون على المعرض أن مبادرات مماثلة ستُنظم في مطارات أخرى بالمغرب، دعماً لثقافة الاعتراف بإبداع عناصر الأمن الوطني، وتماشياً مع التوجه الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني نحو ترسيخ البعد الثقافي داخل منظومتها المهنية.
إنه احتفاء مزدوج، بالأمن والإبداع، يجسد تكاملاً نادراً بين الواجب المهني والتعبير الفني، ويمنح للمسافرين لحظة تأمل في أعمال فنية قادمة من قلب مؤسسات الأمن.