الخبر-24: منير لصفر
في خطوة علمية رائدة، احتضنت كلية الطب والصيدلة بمدينة العيون فعاليات “أيام الجراحة القولونية المستقيمية” يومي 9 و10 ماي 2025، بحضور ثلة من الأطباء والباحثين المتخصصين في الجراحة العامة وجراحة الأورام، وذلك في إطار سعي الكلية إلى تعزيز البحث الأكاديمي، وتبادل الخبرات، والارتقاء بالممارسات الجراحية الحديثة في المغرب.
جاء تنظيم هذه الأيام العلمية من طرف الجمعية المغربية للصحة والبيئة، بتنسيق مع الجمعية المغربية لجراحي الجنوب، وبشراكة مع كلية الطب والصيدلة بالعيون، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الجراحي الأول بمدينة العيون، الذي تولى فيه البروفسور مولاي عبدالمالك المنصوري رئاسة اللجنة المنظمة و السيد عميد كلية الطب والصيدلة بأكادير البروفسور المهدي الصوفي الرئاسة
انطلقت التظاهرة بعد زوال الجمعة 9 ماي، حيث استُقبل المشاركون في أجواء من الحفاوة والتنظيم المحكم، ليتلو ذلك افتتاح رسمي مفعم بالروح الوطنية، عبر تلاوة آيات من الذكر الحكيم وعزف النشيد الوطني المغربي. أعقب ذلك كلمة افتتاحية ألقتها الأستاذة فاطمة الزهراة العلوي حفيظي، عميدة الكلية، أكدت فيها أهمية مثل هذه اللقاءات في صقل مهارات الطلبة والأطباء، ومواكبة آخر المستجدات العلمية في جراحة القولون والمستقيم.
وشهد اليوم الأول سلسلة محاضرات علمية متخصصة، أبرزها: عرض للبروفيسور المنصوري حول “التشريح الجراحي للمستقيم”، ومداخلة للبروفيسور الصوفي عن “مؤشرات العلاج الجراحي لسرطان المستقيم”، بالإضافة إلى عروض تقنية للأستاذ آيت علي حول “المقاربة بالمنظار”، والدكتور بقاللي حول “دور العلاج الإشعاعي”، كما اختتم الدكتور كنابالمحاضرات بالحديث عن “العلاجات الطبية الموجهة”.
وقد تميزت هذه الأيام العلمية بحضور وازن ومشاركة فعالة لأطباء جهة العيون الساقية الحمراء، وكذا زملائهم من جهتي كلميم واد نون والداخلة وادي الذهب، ما يعكس انخراط الكفاءات الطبية الجهوية في دينامية البحث والتكوين المستمر.
كما شهد المؤتمر مشاركة كبيرة للأطباء العسكريين من مختلف المستشفيات العسكرية بالمغرب، الذين ساهموا بشكل فعّال في إثراء النقاشات العلمية، بالإضافة إلى حضور قوي لأطباء من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ما أضفى على التظاهرة بعدًا مغاربيًا يعزز من جسور التعاون والتبادل العلمي بين الأطباء في المنطقة.
اليوم الثاني، السبت 10 ماي، خُصص بالكامل للبروكتولوجيا، حيث استعرض البروفيسور أكاندري تقنية الليزر ودورها في علاج الأمراض الشرجية، و عرضًا رائدًا حول أول تجربة مغربية لترميم المصرة الشرجية باستخدام الشرج الاصطناعي، وهي تجربة وصفت بالنقلة النوعية في علاج السلس البرازي. كما تناول البروفيسور السرغيني الجوانب الطارئة في البروكتولوجيا، مسلطًا الضوء على كيفية التعامل مع الحالات الحرجة مثل النزيف والخراجات والانحباس المؤلم.
اختُتمت فعاليات “أيام الجراحة القولونية المستقيمية” بنقاشات غنية وتوصيات علمية ومهنية قيّمة، أكدت جميعها على مكانة كلية الطب والصيدلة بالعيون كقطب علمي ناشئ يضاهي المراكز الكبرى، ويُسهم في تجويد التكوين والبحث في التخصصات الجراحية الدقيقة، تحت إشراف أسماء أكاديمية مرموقة كرئيس المؤتمر البروفيسور المهدي الصوفي، ورئيس اللجنة المنظمة البروفيسور مولاي عبدالمالك المنصوري.
وفي كلمة ختامية مؤثرة، ختم البروفيسور مولاي عبدالمالك المنصوري أشغال المؤتمر بتوجيه شكره الجزيل إلى جميع من ساهم في إنجاح هذه الدورة الأولى، وعلى رأسهم السيدة عميدة كلية الطب والصيدلة بالعيون، والطبيب الرئيسي للمستشفى العسكري بالعيون، وكافة المشاركين والمتدخلين من أساتذة الطب، الجراحين، الأطباء الأخصائيين في العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي.
كما خصّ بالشكر شكراً جد جد خاص لكل من الدكاترة والأساتذة العسكريين، وعبّر عن امتنانه العميق لجهود طاقم كلية الطب الذي سهر على التنظيم، ولنساء ورجال الإعلام الذين واكبوا الحدث وساهموا في تغطيته والشكر الجزيل ايضا لرجل السلطة المحترم السيد القائد الممتاز مصطفى بشران على حضوره المشرف.
وختم كلمته قائلاً: “لقد كانت دورة ناجحة بكل المقاييس، ونضرب لكم موعداً إن شاء الله في النسخة الثانية من هذا المؤتمر الجراحي، بنفس العزيمة وروح التطوير.”





















