الخبر -24: منير لصفر
تحولت ليلة عاشوراء، التي يفترض أن تكون مناسبة للاحتفال والفرح لدى الأطفال والعائلات، إلى مشاهد من الفوضى والرعب في عدد من الأحياء المغربية، حيث عمد عدد من القاصرين والمراهقين إلى إشعال الألعاب النارية الخطيرة، وتفجير قنينات الغاز، والدخول في مواجهات دامية مع القوات العمومية.




وفي مشاهد صادمة تم توثيقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بدت بعض الأحياء وكأنها ساحات حرب صغيرة، حيث تعالت أصوات المفرقعات والانفجارات وسط الظلام، وتطايرت الحجارة والقنينات الغازية نحو عناصر الأمن التي تدخلت لفرض النظام.
هذه الظاهرة التي تتكرر كل سنة، تطرح علامات استفهام كبيرة حول دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية، بل وتكشف عن غياب واضح للرقابة الأسرية وضمور القيم التربوية داخل بعض البيوت.
أين الآباء والأمهات؟
هل بات بعضهم يكتفون بمراقبة فوضى أبنائهم من خلف النوافذ أو عبر هواتفهم المحمولة؟ كيف يمكن التساهل مع سلوكيات تهدد سلامة الأفراد والممتلكات، وتضع حياة الأطفال أنفسهم في خطر حقيقي؟
أين المدرسة والتربية المدنية؟
إذا كان التعليم أحد أدوات البناء القيمي، فأين هي برامجه في ترسيخ سلوك المواطنة والانضباط؟ أليس من واجب المؤسسات التعليمية أن تلعب دورًا استباقيًا في توعية التلاميذ حول مخاطر العنف واستعمال المتفجرات محلية الصنع؟
إن ما حدث في عاشوراء هذه السنة ليس مجرد شغب عابر، بل ناقوس خطر حقيقي ينذر بجيل ينفلت من يد التوجيه ويُستدرج إلى العنف المجتمعي. وعلى الجهات المعنية، من أسرة وتعليم وأمن وسلطات محلية، أن تتحمل مسؤوليتها قبل أن يتحول هذا “الاحتفال” السنوي إلى كارثة وطنية.