الخبر -24: أسامة شايب
خيمت أجواء من الحزن والذهول على مدينة خنيفرة، بعدما تفجرت معطيات صادمة في قضية وفاة الممرضة الشابة فاطمة، التي لقيت حتفها في ظروف غامضة قبل أيام. فقد كشفت التحقيقات التي تباشرها مصالح الشرطة القضائية بتنسيق مع النيابة العامة، أن الجريمة لم تكن مجرد حادث عرضي كما ظن البعض في البداية، بل جريمة قتل بشعة مدبرة بعناية، كان بطلها عنصراً أمنياً برتبة “مقدم شرطة”.
وأفادت مصادر مطلعة أن المشتبه فيه اعترف، خلال جلسة الاستنطاق التفصيلي أمام محققي محكمة الاستئناف، بأنه هو من أقدم على قتل الضحية داخل منزلها. الاعتراف المفجع كشف أن الجاني لم يكتفِ بارتكاب جريمته، بل حاول طمس معالمها وتمويه المحققين بوضع أنبوب غاز في فم الضحية، وتسريب الغاز إلى جوفها، في محاولة فاشلة لإيهام السلطات بأن الوفاة ناجمة عن اختناق عرضي.
هذه الحيلة الماكرة لم تصمد طويلاً أمام نتائج التشريح الطبي، الذي أظهر بوضوح وجود آثار عنف تعرضت له الضحية قبل وفاتها، ما دفع المحققين إلى تعميق البحث والاستناد إلى وسائل تحليل متطورة لمعطيات القضية، لينكشف الوجه الحقيقي للجريمة وتُسقط الأقنعة عن الجاني.
وكانت الممرضة فاطمة تحظى بسمعة طيبة داخل الوسط الصحي، وكانت معروفة بكفاءتها وحسن أخلاقها، ما جعل وقع الجريمة أكثر إيلاماً في نفوس زملائها وساكنة المدينة. وقد شكل الخبر صدمة كبيرة للرأي العام المحلي والوطني، الذي تابع تطورات القضية عن كثب.
التحقيقات ما تزال متواصلة لتحديد كافة خيوط الجريمة ودوافعها، وسط مطالب واسعة بتحقيق العدالة وإنزال أقسى العقوبات بحق الجاني، خصوصاً أن الأمر يتعلق بخيانة مزدوجة: خيانة لروح بريئة، وخيانة لواجب حفظ الأمن الذي يفترض أن يتحلى به كل من يرتدي الزي الرسمي.
