الخبر-24 : هيئة التحرير
في حادثة غير مسبوقة هزّت الرأي العام، أقدم شرطي مغربي على عبور المعبر الحدودي نحو مدينة سبتة المحتلة وهو يرتدي زيه الرسمي، بعد أن تخلّى عن جهازه المهني بالقرب من معبر باب سبتة. الحادث، الذي تم بشكل علني ودون محاولة للتخفي، أثار موجة من الاستغراب والتساؤلات حول خلفياته ودلالاته.
وبحسب مصادر محلية من داخل المدينة، فإن المعني لم يكن محل متابعة أمنية أو مذكرة بحث، ما يرجّح فرضية أن القرار كان شخصيًا، وناجمًا عن أزمة نفسية أو مهنية حادة. فور دخوله التراب الخاضع للسيطرة الإسبانية، تم توقيفه من طرف الحرس المدني ونقله إلى مركز أمني للتحقيق في ظروف عبوره غير القانوني.
الخطوة التي قام بها الشرطي تحمل في طياتها رسائل قوية، إذ اعتبرها متتبعون نوعًا من الاحتجاج الصامت على ظروف العمل داخل بعض الأجهزة الأمنية، خاصة في المناطق الحساسة كالمعابر الحدودية، حيث تتضاعف الضغوط النفسية والمهنية. ويُحذر بعض الحقوقيين من أن تكون هذه الواقعة مؤشراً على أزمة أعمق داخل المؤسسة الأمنية، في ظل غياب آليات فعّالة للتظلم والدعم النفسي.
من جهة أخرى، لم تستبعد مصادر حقوقية أن يتجه الشرطي نحو طلب اللجوء، مستندًا إلى تعرضه لضغوط أو تهديدات محتملة في حال إعادته إلى المغرب، خصوصًا وأن الطريقة التي تم بها العبور قد تُحرجه مؤسساتياً وتضعه تحت طائلة التأديب أو المتابعة.
ولحدود الساعة، لم تُصدر أي جهة رسمية في المغرب أو إسبانيا بيانًا بشأن الحادث، ما يُبقي الباب مفتوحًا أمام كافة السيناريوهات، سواء من حيث الدوافع الحقيقية أو المصير القانوني للشرطي.
تسلّط هذه الواقعة الضوء على الحاجة الملحّة لإعادة النظر في الأوضاع المهنية والنفسية لرجال الأمن، وخلق فضاءات داخلية تُتيح الاستماع لمشاكلهم ومعالجتها قبل أن تتحول إلى مواقف مأزومة، تدفع بالبعض إلى البحث عن الخلاص في أقسى صوره.