الخبر -24: منير لصفر
شهدت أسعار اللحوم الحمراء والأسماك تراجعًا ملحوظًا في مختلف مناطق المملكة خلال الفترة الأخيرة، وذلك بفعل مجموعة من العوامل الاقتصادية والقرارات التنظيمية، وعلى رأسها إلغاء أضحية العيد لهذه السنة. غير أن مدينة العيون تظل استثناءً، حيث لم يشملها هذا الانخفاض، مما يثير تساؤلات حول الأسباب التي تجعل الأسعار مرتفعة مقارنة بباقي المناطق.
كما كان لقرار إلغاء أضحية العيد هذه السنة تأثير مباشر على سوق اللحوم الحمراء، حيث أدى إلى:
• تراجع الطلب على المواشي: إذ إن الكثير من الأسر لم تعد بحاجة إلى شراء الأضحية، مما أدى إلى وفرة العرض في الأسواق وانخفاض الأسعار.
• تراجع نشاط الوسطاء والمضاربين: حيث أدى القرار إلى تقليل المضاربة في سوق الماشية، ما ساهم في تحقيق نوع من الاستقرار السعري.
• تحسن سلاسل التوزيع: مع انخفاض الضغط على الأسواق خلال فترة العيد، أصبح تدفق اللحوم أكثر انتظامًا، مما عزز من انخفاض الأسعار.
و كذلك شهدت أسعار الأسماك أيضًا تراجعًا في مختلف مناطق المملكة، ويعزى ذلك إلى:
• تحسن عمليات الصيد وزيادة العرض، خاصة مع تحسن الظروف المناخية التي سمحت بمواسم صيد جيدة.
• ضعف الإقبال نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة، حيث أصبح المستهلكون أكثر حذرًا في إنفاقهم، مما أدى إلى انخفاض الطلب.
٠ محاربة المضاربين و المنافسة الغير الشريفة ( الشناقة )
وعلى الرغم من هذا الانخفاض العام، إلا أن مدينة العيون لا تزال تسجل أسعارًا مرتفعة للحوم الحمراء والأسماك، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل:
• قلة المراعي و الضيعات : عدد قليل من الفلاحين و المهتمين بتربية المواشي نضرا لقلة الدعم من طرف القطاع الوصي
• ندرة العرض مقارنة بالطلب: محدودية عدد المذابح والموردين في المنطقة تؤدي إلى قلة الكميات المتوفرة، مما يبقي الأسعار مرتفعة.
• التحكم في السوق من قبل الوسطاء: قلة المنافسة بين الموردين قد تعطي بعض الأطراف القدرة على فرض أسعار مرتفعة دون رقابة كافية.
تبقى قضية الأسعار في مدينة العيون ملفًا يحتاج إلى معالجة سريعة لضمان عدالة توزيع المواد الأساسية بين مختلف مناطق المملكة، خصوصًا مع التفاوت الكبير الذي أصبح واضحًا مقارنة بباقي المدن
