الخبر-24 : خديجة مهتمة
في خطوة دبلوماسية واقتصادية هامة تؤكد متانة العلاقات بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، تم اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 بمقر المفوضية الأوروبية في بروكسيل، توقيع تبادل الرسائل المتعلق بتعديل الاتفاق الفلاحي الرابط بين الجانبين، مما يعكس الإرادة المشتركة في توطيد شراكة استراتيجية قائمة على التعاون المتعدد الأبعاد.
وقد وقّع الاتفاق عن الجانب المغربي السفير أحمد رضا الشامي، ممثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدى الاتحاد الأوروبي، على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بشكل مؤقت في انتظار استكمال الإجراءات القانونية الداخلية لدى الطرفين.
ويكرّس هذا الاتفاق المعدل استفادة المنتجات الفلاحية القادمة من الأقاليم الجنوبية – لاسيما جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب – من نفس الامتيازات التفضيلية الممنوحة لباقي المنتجات المغربية في ولوج السوق الأوروبية، وذلك في انسجام تام مع اتفاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
كما يتضمن الاتفاق تعديلات تقنية جديدة تهدف إلى تسهيل ولوج المنتجات المغربية إلى الأسواق الأوروبية وتعزيز تنافسيتها، من خلال اعتماد نظام جديد للوسم والإشارة إلى مناطق الإنتاج بالأقاليم الجنوبية، مما يسهم في الترويج لهذه المنتجات وإبراز مصدرها المغربي بوضوح.
ويأتي هذا الاتفاق في سياق استمرارية التعاون المثمر الذي توّج بتوقيع تبادل الرسائل سنة 2018، ليعزز بذلك العلاقات التجارية بين الطرفين ويؤكد الدور الريادي للمغرب كشريك اقتصادي أول للاتحاد الأوروبي في القارة الإفريقية والعالم العربي.
وتعكس هذه الخطوة رغبة الطرفين في المضي قدماً نحو شراكة أعمق وأكثر طموحاً، إذ يُنتظر أن يسهم الاتفاق في دعم الناتج الداخلي الخام الفلاحي الوطني، وخلق فرص جديدة للاستثمار والتشغيل، خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة التي تعرف دينامية تنموية متسارعة.
بهذه المصادقة، يفتح المغرب والاتحاد الأوروبي صفحة جديدة من التعاون المتوازن والمثمر، عنوانها الثقة المتبادلة والاحترام الكامل للوحدة الترابية للمملكة، وتجسيد فعلي لمبدأ “الصحراء مغربية في الفعل قبل القول”.