الخبر-24: هيئة التحرير
يعد موقف المملكة المتحدة من دعم وتأييد مبادرة الحكم الذاتي كخيار واقعي وأساس براغماتي وقاعدة لإنهاء النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء لبنة صلبة في مسار هذا النزاع وكذا محطة تاريخية مفصلية لها تأثير إيجابي في الدفع إيجابًا لحلحلة وتحريك عجلة الانتظارية وحالة الجمود وخاصة في سياق التحولات السريعة التي يشهدها العالم نحو بناء نظام عالمي جديد مازال في مرحلته الناشئة وبوادر تشكله الجنينية
أولا:أي رسائل لموقف المملكة المتحدة ؟
الرسالة الأولى السياق الدولي الآني يستلزم دعم كل المبادرات الخلاقة الهادفة إلى بناء حصن الاستقرار والسلام إقليميًا وقاريًا وعالميًا
الرسالة الثانية التدرج والتطور في تبني هذا الموقف مرده اقتناع صناع القرار السياسي بالمملكة المتحدة عبر قنوات التواصل برجاحة الموقف المغربي الذي يستمد شرعيته من التاريخ والجغرافيا والقانون والحضارة مستلهما قناعة بناء الموقف من جذور العلاقات التاريخية العريقة التي تجمع بين المملكتين
الرسالة الثالثة إن المواقف تبنى على أساس المصالح المشتركة وليس الدعاية المميتة إذ من مداخل تعزيز هذا الموقف والدفاع عنه سواء بشكل ثنائي أو إقليمي أو قاري أو دولي العلاقات الاقتصادية والتجارية في إطار المشترك والتكامل وخاصة الأمن والزراعة والطاقة والتبادل التجاري باستثمار عوامل القرب الجغرافي وتشكيل شبه تكتلات اقتصادية كجسور للمعاملات التجارية المتنامية خدمة للإنسانية
الرسالة الرابعة موقف المملكة المتحدة ينبني على قناعات ذاتية راسخة بأبعادها الاستراتيجية وليس محل مقايضة أو مساومة ظرفية
ثانيًا اي أفق لموقف المملكة المتحدة ؟
إن المملكة المتحدة من القوى العظمى التي تؤثر في السياسات العالمية مما سيعزز خيار الحكم الذاتي كحل وقاعدة للتفاوض إذ تعد المملكة المتحدة من الأعضاء الدائمين لمجلس الامن الدولي وإحدى أقوى الدول المنتمية لمجموعة العشرين ومجموعة الدول الانغلوساكسونية والتاج البريطاني مما سيعزز مسار الزخم الدولي المؤيد والداعم للموقف المغربي من جهة ومن جهة أخرى إن وضع الختم الملكي البريطاني على المقترح المغربي سيزيد من حسن تسويقه وتوسيع معسكر مسانديه وداعميه ليشكل قوة تأثير وضغط على سحب البساط من الرافضين من أجل الرفض فقط
إن كسب الرهان يتطلب المزيد من العمل الدؤوب والمستمر لخلق توازن بين العمل الديبلوماسي على المستوى الخارجي واليقظة وتقوية الجبهة الوطنية على المستوى الداخلي
بقلم الدكتور سعيد بوشاكوك باحث مهتم بالمجال والتنمية
بوجدور 4يونيو 2025