الخبر -24: هيئة التحرير
في إنجاز طبي غير مسبوق، نجح فريق طبي-جراحي في المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط في إجراء أول عملية زرع جهاز مساعد للقلب والشرايين طويل الأمد لمريض يبلغ من العمر 39 عامًا كان يعاني من قصور عضلة القلب المزمن في مرحلته النهائية.
وتندرج هذه العملية ضمن تقنيات المساعدة الميكانيكية للدورة الدموية، والمعروفة باسم “جهاز مساعدة البطين الأيسر” (Left Ventricular Assist Device)، حيث يتم تثبيت مضخة ميكانيكية في البطين الأيسر لسحب الدم وضخه عبر الصمام الأبهري، ما يساعد القلب على أداء وظيفته الحيوية بكفاءة.
كما أكد العقيد يونس متقي الله، رئيس مصلحة جراحة القلب والشرايين بالمستشفى العسكري، أن هذا النجاح يأتي في إطار الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الرامية إلى توفير علاجات طبية متطورة للمواطنين المغاربة عبر الاستفادة من أحدث التقنيات العالمية.
وتم إجراء العملية على يد فريق طبي-جراحي متعدد التخصصات داخل مركز طب القلب، الذي دشنه جلالة الملك سنة 2017. وقد تعافى المريض بالكامل بعد شهر واحد من العملية، وهو الآن يخضع لبرنامج إعادة التأهيل لمساعدته على استعادة حياته الطبيعية.
كما أوضح العقيد محمد دريسي، رئيس مصلحة الإنعاش القلبي الرئوي، أن العملية استغرقت نحو أربع ساعات، وتتطلب تخديرًا عميقًا عالي الخطورة مع مراقبة مكثفة للحالة الصحية للمريض قبل وأثناء وبعد الجراحة. كما شدد على أهمية الرعاية ما بعد الجراحة، التي تتطلب تحكمًا دقيقًا في المعايير الدينامية الدموية والعصبية والتنفسية لضمان نجاح التعافي.
ومن جهتها، أكدت الطبيبة المقدم نجاة معين، رئيسة مصلحة أمراض القلب السريرية، أن هذا الجهاز المبتكر يشكل بديلاً فعالًا للزرع القلبي، الذي يواجه تحديات ندرة المتبرعين عالميًا، مشيرة إلى أن المرضى الذين يخضعون لهذه التقنية يستعيدون جودة حياتهم بشكل كبير، مع تحسن واضح في وظيفة القلب.
أصبح المغرب، بفضل هذا الإنجاز، ضمن قائمة الدول القليلة التي تمتلك الخبرة لإجراء عمليات زرع جهاز مساعدة البطين الأيسر وفق أعلى المعايير الطبية العالمية. وسيسهم هذا النجاح في تعزيز قدرات المنظومة الصحية الوطنية في مجال جراحة وزراعة القلب، مما يفتح الباب أمام مزيد من التطور والابتكار في هذا المجال الحيوي.